خطبة الجمعة رمضان شهر الغنائم Friday sermon Ramadan is the month of spoils
رمضان شهر الغنائم 1444
الخطبة الاولى :
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أمّا بعد: فاتقوا الله عباد الله ـ حقَّ التقوى، فهي وسيلتُكم إلى ربّكم في هذه الدنيا وفي الأخرى، واذكُروا نعَمَ الله عليكم إذ شَرَع لكم ما يرضَى به عنكم ويقرِّبكم إليه زلفى ، ونهاكم عن الشّركِ والمعاصي التي تُبعِدكم عن ربِّكم وتوقِعكم في العذابِ الأليم . شَرَع لكم ربُّكم ما يرفَع به الدّرجاتِ ويكفِّر به السّيّئات ويُعظِم به الأجورَ والحسناتِ فشهادةُ أن لا إلهَ إلا الله وأنّ محمّدًا رسول الله قولُها واعتقادُ ما دلَّت عليه والعمَلُ بمقتضاها ومحبّتُها والتمسُّك بها؛ أفضلُ ما تقرَّب به المتقرِّبون إلى الله عزّ وجلّ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال فيما رواه عنه مسلم قال رسول الله📷أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ الله وأني رسولُ الله لا يلقَى اللهَ بهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيهما إلاَّ أدخله الله الجنّة، وتتضمّن هذه الشهادة أصلين عظيمَين، هما أن لا نعبدَ إلاَّ الله وحدَه فلا ندعو معه غيرَه، وأن لا نعبدَ الله إلاَّ بما شرَع لنا فلا نعبده بالبدع والمحدثات . وكذلك شرَع الله الصلاةَ توحيدًا لربِّ العالمين وذُلاًّ وخضوعًا ومحبّةً لله تعالى ، يكفِّر الله بها الذنوبَ ويطهِّر بها القلوب ، فقد صح عن رسول الله 📷 فيما رواه البخاري ومسلم عن عثمان رضي الله عنه أنّه قال، لا يتوضأُ رجلٌ فيُحْسِنُ وضوءَه، ثم يُصَلِّي الصلاةَ إلا غُفِرَ له ما بينَه وبين الصلاةِ التي تَلِيها. وشرَع الله الزكاةَ شُكرًا لله على نعمةِ المال وتطهيرًا للنّفس من الرذائل ومواساةً للفُقراء والمساكين قال الله تعالى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا . وشرَع الله الحجَّ ومحا به الذنوبَ والآثام، فقد صح عن رسول الله📷 فيما رواه البخاري ومسلم أنه قال العمرة إلى العمرةِ كفَّارة لما بينهما والحجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنّة. وهذا شهرُ الصيام عباد الله أحدُ أركانِ الإسلام فضَّلَه الله على شهورِ العام وأفاض فيه على المسلمينَ الخيراتِ والبركات ، وضاعف فيه الأجور والحسناتِ وتجاوز فيه عن الذّنوب العظام الموبقات ، وأقال فيه العثراتِ، وجعله شاهدٌ للمحسنين، وشاهد على المعرِضِين والعصاةِ المصرِّين فرَضَ الله تعالى صيامَه، وسنَّ رسول الله📷قيامَه وبشَّر على القيام بذلك أعظمَ البشائر، فاغتنموا هذا الشهرَ عباد الله وأرُوا الله من أنفسِكم خيرًا بفعلِ الطاعات والتوبةِ من المحرّمات؛ فإنّ هذا الشهرَ من أسباب مكفِّرات الذنوب والسيئات فقد صح عن رسول الله📷أنه قال ، الصَّلَواتُ الخَمْسُ، والجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ ، ورَمَضانُ إلى رَمَضانَ ، مُكَفِّراتٌ لما بيْنَهُنَّ إذا اجْتَنَبَ الكَبائِرَ ، وقال📷 فيما رواه البخاري مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ ، وقال 📷 مَن قامَ شَهْرَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، وفي ليلةِ القدرِ قال رسول الله📷ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، فانظروا عباد الله انظروا إلى ما أفاضَ الله تعالى في هذا الشهرِ المبارك على المسلمين من أسبابِ تكفير السيّئات ومضاعفةِ الحسنات . فشهرُ رمضانَ شهرٌ يتهيّأ فيه من أسبابِ الطاعات والبُعد عن المعاصي ما لم يتهيَّأ في غيره ، قالَ رسول الله📷فيما رواه البخاري ، إذا دَخَلَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ، وقال📷 فيما رواه الترمذي إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ . فبادِروا عباد الله واغتنموا الفرصة بادِروا بالتّوبةِ النصوح التي تنفعُ صاحبَها في يومٍ يفرُّ فيه المرء مِنۡ أَخِیهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ ، وَصَـٰحِبَتِهِ وَبَنِیهِ . بادِروا واستدركوا أنفسكم وأقبِلوا على إصلاحِ أنفسِكم وأعمالكم صوموا عن الغيبةِ والنّميمة وقولِ الزور، واتقوا الله فى انفسكم وفى اخوانكم المسلمين ، اتقوا الله وابتعدوا عن ظلم إخوانكم المسلمين وعن أذيتهم ؛ وأدوا الحقوق لأصحابها قبل أن تأتيَ ساعةٌ لا ينفع فيها النّدَم، اتقوا الله تعالى وتذكروا الموت والبعث والحساب ؛ تذكروا وقوفكم بين يدى الله سبحانه وتعالى احفظوا أبصارَكم وأسماعكم وجوارِحَكم؛ واستقبلوا شهرَكم بأحسنِ الأعمال استقبلوه بالتوبةِ وصلة الرحم والبعد عن المعاصي والسيئات ، وابتعدوا عن السهر خلف الفضائيات والنقالات وفى لعب الورق فانه يودى بكم إلى التهلكة ويحرمكم من قيام هذا الشهر المبارك ، بل ويضيع منكم حتى أجر صيامه ؛ حافِظوا عباد الله على صلاة التراويح فإنها سنّة مؤكَّدةٌ عن النبي 📷 والقيامِ مع الإمام لتكونُوا ممّن قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا، ففي الحديث: إنه من قام مع الإمامِ حتى ينصرِفَ كتِبَ له قيامُ ليلة ، وأكثِروا من تلاوةِ القرآن في هذا الشهرِ المبارك فإنّه شهرُ القرآن، رَطِّبوا ألسِنَتكم بقراءته فبهِ تزكو النّفوس وتنشرِح الصدور وتعظُم الأجور، قال📷من قرأ حرفًا من القرآنِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها ، والقرآنُ عباد الله رحمةً للناس وغذاءُ للقلوبِ والأرواح فأحِلّوا حلالَه وحرّموا حرامَه وآمنوا به، وتدبَّروا آياته وتفقَّهوا في أحكامه لتكونوا من أهلِ القرآن الذين هم أهلُ الله وخاصّتُه ، فمن عمِلَ بالقرآن فهو من أهلِه وإن لم يكن حافظًا لحروفه كلِّها ، ومن لم يعمَل بالقرآنِ فليس من أهله وإن كان حافظًا للقرآن قال الله تعالى وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
وبارَكَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم ، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم ...........
أمّا بعد: فاتقوا الله عباد الله ـ حقَّ التقوى، فهي وسيلتُكم إلى ربّكم في هذه الدنيا وفي الأخرى، واذكُروا نعَمَ الله عليكم إذ شَرَع لكم ما يرضَى به عنكم ويقرِّبكم إليه زلفى ، ونهاكم عن الشّركِ والمعاصي التي تُبعِدكم عن ربِّكم وتوقِعكم في العذابِ الأليم . شَرَع لكم ربُّكم ما يرفَع به الدّرجاتِ ويكفِّر به السّيّئات ويُعظِم به الأجورَ والحسناتِ فشهادةُ أن لا إلهَ إلا الله وأنّ محمّدًا رسول الله قولُها واعتقادُ ما دلَّت عليه والعمَلُ بمقتضاها ومحبّتُها والتمسُّك بها؛ أفضلُ ما تقرَّب به المتقرِّبون إلى الله عزّ وجلّ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال فيما رواه عنه مسلم قال رسول الله📷أشهدُ أن لا إلهَ إلاّ الله وأني رسولُ الله لا يلقَى اللهَ بهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيهما إلاَّ أدخله الله الجنّة، وتتضمّن هذه الشهادة أصلين عظيمَين، هما أن لا نعبدَ إلاَّ الله وحدَه فلا ندعو معه غيرَه، وأن لا نعبدَ الله إلاَّ بما شرَع لنا فلا نعبده بالبدع والمحدثات . وكذلك شرَع الله الصلاةَ توحيدًا لربِّ العالمين وذُلاًّ وخضوعًا ومحبّةً لله تعالى ، يكفِّر الله بها الذنوبَ ويطهِّر بها القلوب ، فقد صح عن رسول الله 📷 فيما رواه البخاري ومسلم عن عثمان رضي الله عنه أنّه قال، لا يتوضأُ رجلٌ فيُحْسِنُ وضوءَه، ثم يُصَلِّي الصلاةَ إلا غُفِرَ له ما بينَه وبين الصلاةِ التي تَلِيها. وشرَع الله الزكاةَ شُكرًا لله على نعمةِ المال وتطهيرًا للنّفس من الرذائل ومواساةً للفُقراء والمساكين قال الله تعالى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا . وشرَع الله الحجَّ ومحا به الذنوبَ والآثام، فقد صح عن رسول الله📷 فيما رواه البخاري ومسلم أنه قال العمرة إلى العمرةِ كفَّارة لما بينهما والحجّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنّة. وهذا شهرُ الصيام عباد الله أحدُ أركانِ الإسلام فضَّلَه الله على شهورِ العام وأفاض فيه على المسلمينَ الخيراتِ والبركات ، وضاعف فيه الأجور والحسناتِ وتجاوز فيه عن الذّنوب العظام الموبقات ، وأقال فيه العثراتِ، وجعله شاهدٌ للمحسنين، وشاهد على المعرِضِين والعصاةِ المصرِّين فرَضَ الله تعالى صيامَه، وسنَّ رسول الله📷قيامَه وبشَّر على القيام بذلك أعظمَ البشائر، فاغتنموا هذا الشهرَ عباد الله وأرُوا الله من أنفسِكم خيرًا بفعلِ الطاعات والتوبةِ من المحرّمات؛ فإنّ هذا الشهرَ من أسباب مكفِّرات الذنوب والسيئات فقد صح عن رسول الله📷أنه قال ، الصَّلَواتُ الخَمْسُ، والجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ ، ورَمَضانُ إلى رَمَضانَ ، مُكَفِّراتٌ لما بيْنَهُنَّ إذا اجْتَنَبَ الكَبائِرَ ، وقال📷 فيما رواه البخاري مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ ، وقال 📷 مَن قامَ شَهْرَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، وفي ليلةِ القدرِ قال رسول الله📷ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، فانظروا عباد الله انظروا إلى ما أفاضَ الله تعالى في هذا الشهرِ المبارك على المسلمين من أسبابِ تكفير السيّئات ومضاعفةِ الحسنات . فشهرُ رمضانَ شهرٌ يتهيّأ فيه من أسبابِ الطاعات والبُعد عن المعاصي ما لم يتهيَّأ في غيره ، قالَ رسول الله📷فيما رواه البخاري ، إذا دَخَلَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ، وقال📷 فيما رواه الترمذي إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ . فبادِروا عباد الله واغتنموا الفرصة بادِروا بالتّوبةِ النصوح التي تنفعُ صاحبَها في يومٍ يفرُّ فيه المرء مِنۡ أَخِیهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ ، وَصَـٰحِبَتِهِ وَبَنِیهِ . بادِروا واستدركوا أنفسكم وأقبِلوا على إصلاحِ أنفسِكم وأعمالكم صوموا عن الغيبةِ والنّميمة وقولِ الزور، واتقوا الله فى انفسكم وفى اخوانكم المسلمين ، اتقوا الله وابتعدوا عن ظلم إخوانكم المسلمين وعن أذيتهم ؛ وأدوا الحقوق لأصحابها قبل أن تأتيَ ساعةٌ لا ينفع فيها النّدَم، اتقوا الله تعالى وتذكروا الموت والبعث والحساب ؛ تذكروا وقوفكم بين يدى الله سبحانه وتعالى احفظوا أبصارَكم وأسماعكم وجوارِحَكم؛ واستقبلوا شهرَكم بأحسنِ الأعمال استقبلوه بالتوبةِ وصلة الرحم والبعد عن المعاصي والسيئات ، وابتعدوا عن السهر خلف الفضائيات والنقالات وفى لعب الورق فانه يودى بكم إلى التهلكة ويحرمكم من قيام هذا الشهر المبارك ، بل ويضيع منكم حتى أجر صيامه ؛ حافِظوا عباد الله على صلاة التراويح فإنها سنّة مؤكَّدةٌ عن النبي 📷 والقيامِ مع الإمام لتكونُوا ممّن قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا، ففي الحديث: إنه من قام مع الإمامِ حتى ينصرِفَ كتِبَ له قيامُ ليلة ، وأكثِروا من تلاوةِ القرآن في هذا الشهرِ المبارك فإنّه شهرُ القرآن، رَطِّبوا ألسِنَتكم بقراءته فبهِ تزكو النّفوس وتنشرِح الصدور وتعظُم الأجور، قال📷من قرأ حرفًا من القرآنِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها ، والقرآنُ عباد الله رحمةً للناس وغذاءُ للقلوبِ والأرواح فأحِلّوا حلالَه وحرّموا حرامَه وآمنوا به، وتدبَّروا آياته وتفقَّهوا في أحكامه لتكونوا من أهلِ القرآن الذين هم أهلُ الله وخاصّتُه ، فمن عمِلَ بالقرآن فهو من أهلِه وإن لم يكن حافظًا لحروفه كلِّها ، ومن لم يعمَل بالقرآنِ فليس من أهله وإن كان حافظًا للقرآن قال الله تعالى وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
وبارَكَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم ، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم ...........
.. الخطبة الثانية
الحمد للهِ معِزِّ من أطاعه واتّقاه،ومُذِلّ من خالف أمرَه وعصاه، أحمده سبحانَه وأشكره على ما أولاه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له ربُّ العالمين لا إلهَ سواه، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله اصطفاه ربُّه واجتباه ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه واتبع هداه
أما بعد: فاتقوا الله، اتقوا الله عباد الله، واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله واعلموا عبادَ الله، أنّ شهرَ رمضان قد جمع الله فيه من الخيراتِ والطاعات وأبوابِ الخير الشيء الكثير، وسَدّ الله فيه من أبوابِ الذنوب والشرِّ ما فيه أكبرُ داعٍ للتوبة والإقبالِ على الرّبِّ الغفور الودود، فأكثِروا فيه من الأعمال الصالحة فإنّ اللهَ يضاعفُ فيه الحسنات، واسُوا الفقراءَ والمساكين، و الأراملِ والأيتام فإنّ الله تبارَكَ وتعالى يقول في كتابه مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وأكثِروا فيه من الدعاء والتضرُّع إلى الله تعالى، أكثِروا فيه من الدعاء لأنفسِكم بالمغفرة والتوفيقِ لطاعة الله ومجانبَةِ معاصيه، والدّعاء للمسلمين وولاةِ أمور المسلمين وجمع كلمةِ المسلمين على الحقّ والهدى ومجانبتهم كلَّ ما يسخِط الله عز وجل. ادعوا الله عزّ وجلّ أن يرد َّالمسلمين إلى ِ كتابه وإلى سنّة رسوله وأن يؤلِّف بين قلوبهم . ادعوا الله عزّ وجلّ للمستضعَفين المضطَهدين من المسلمين الذين اضطُهِدوا من أعداء الإسلام ، وادعوا اللهَ عزّ وجلّ أن يحفَظَ المسلمين من كيدِ أعداء الإسلام والمسلمين فإنّه على كل شيء قدير. ثم عليكم بالإخلاصِ لله في أعمالكم في سرِّها وعلانيتها فإنَّ الإخلاصَ هو روح الأعمال ، قال الله تبارك وتعالى وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ، وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ واغتنموا هذه الفرصة الثمينة فمن أدرَكَه رمضانُ ولم ينتفِع به فمتى ينتفع ؟! ومن أدركَته هذه الساعاتُ وهذه الأيّامُ ولم يرجع الى الله تعالى فمتى يرجِع إلى الله عزّ وجلّ ومتى يتوب إليه وليتذكَّر كل منا عباد الله بأنّ الموت آتٍ وأنه قريب وأن الدنـيا ستنقضي بأفراحها وأحزانها، وتنتهي الأعمـار بطولها أو قصرها، ويعود الناس إلى ربهم وستقفون بين يدي الله وستسألون عن أعمالكم كلها صغيرها وكبيرها ، فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فأعدوا عباد الله أعدوا للسؤال جوابا ولا تكونوا كالذين قال الله تعالى فيهم حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ واعلم أخي المسلم : أن ألم الطاعة يذهب ويبقى الثواب، ولذة المعصية تذهب ويبقى الحساب، وسيندم كل من فرط وقصر في استغلال لحظات عمره في طاعة الله وفي عبادة الله سيندم على كل لحظة تمضي ولم يجعلها في طاعة ، سيندم على كل لحظة جعلها في معصية ، فاتق الله في نفسك أخي المسلم ، وابك عليها قبل أن يبكى عليك واعلم أنك في دارٍ ليست للبقاء وإن امتدَّ بك العمر فأيّامُها مراحل ، وساعاتها قلائل ، وأنت لا شكَّ عنها راحِل ،
إرسال تعليق
صوره اقتباس صندوق كود