خطبة الجمعة عن تقوى الله تعالى
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعود بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.اما بعد
يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام .ان الله كان عليكم رقيبا .
<<يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون>>
<< يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما >>
اما بعد
فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمدا صلى الله علبه وسلم وشر الامور محدثاتها و كل محدثها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
اما بعد
فيا ايها المسلمون عباد الله يقول تبارك و تعالى << واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء. فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم ايته لعلكم تهتدون ولتكن منكم امةيدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر .واولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينت وآولىك لهم عذاب عظيم.يوم يبيض وجوه وتسود و جوه . فاما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون >>
قال الامام السعدي رحمه تعالى في تفسير لهذه الايات
ثم امرهم تعالى بما يعينهم على التقوى و هو الاجتماع و الاعتصام بدين الله و كون دعوى المؤمنين واحدة .مؤتلفين غير مختلفين ،فان في اجتماع المسلمين على دينهم و تصلح دينياهم .وبالاجتماع يتمكنون من كل امر من الأمور ، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف مالا يمكن عدها من التعاون على البر و التقوى.
كما ان الافتراق و التعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم و يصير كل واحد يعمل و يسعى في شهوة نفسه ولو ادى الى الضرر العام ،ثم ذكرهم تعالى بنعمته وامرهم بذكرها فقال < اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء ا >
يقتل بعضكم بعضا و ياخذ بعضكم مال بعض ، حتى ان القبيلة يعادي بعضهم بعضا واهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي و الاقتتال و كانوا في شر عظيم وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه و سلم فلما بعثه الله امنوا به واجتمعوا على الاسلام وتآلفت قلوبهم و موالاة بعضهم لبعض ولهذا قال :فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا.وكنتم على شفا حفرة من النار .اي قد استحقيتم النار ولم يبقى بينكم وبينها الا ان تموتوا فتدخلوها ". فانقذكم منها " بما منّ عليكم من الايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم .(( كَذَالِكَ يبين اللّه لكم آياته لعلكم تهتدون ))
بمعرفة الحق و العمل به وفي هذه الاية ما يدل على ان الله يحب من عباده ان يذكروا نعمته بقلوبهم و السنتهم ليزدادوا شكرا له و محبة ولبزدادوا من فضله و احسانه وان من اعظم ما يذكر من نعمة نعمة الهداية الى الاسلام و اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .وجتماع كلمة المسلمين وعدم تفرقها .
إرسال تعليق
صوره اقتباس صندوق كود