سلسلة_كتاب_الداء_والدواء درس -2-The book of disease and medicine
#سلسلة_كتاب_الداء_والدواء
📗 درس -2- 📗
🔹وقد أخبر سبحانه عن القرآن أنه شفاء ، فقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [فصلت/ 44].
🔸وقال : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) [الإسراء/ ۸۲]
و«من» ههنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، فإن القرآن كله شفاء ، كما قال في الآية الأخرى . فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب،
👈 فلم ينزل الله سبحانه من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن .
🔹وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم.
فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء. فأتوهم، فقالوا: أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم ، والله إني لأرقي، ولكن والله استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا . فصالحوهم على قطيع من الغنم. فانطلق يتفل عليه، ويقرأ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الفاتحة/ ۲].
فكأنما ئُشِط من عِقال، فانطلق يمشي، وما به قلَبة (الالم و العلة). فأوفَوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه . فقال بعضهم : اقتسموا، فقال الذي رقى: لا نفعل حتى نأتي النبي صل الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان، فننظر بما يأمرنا. فقدموا على رسول الله ؟ فذكروا له ذلك، فقال: «وما يدريك أنها رقية؟» ثم قال: «قد أصَبتم، اقتسموا واضربوا لي معكم سهمًا».
👈فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء ، وأزاله حتى كأن لم يكن❗️.
🔹 وهو أسهل دواء وأيسره. ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء.
ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا❗️.
فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، وكان كثير منهم يبرأ سريعا 🌷.
🔹ولكن ههنا أمر ينبغي التفطن له، وهو أن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفي بها ويرقى بها، هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحل، وقوة همة الفاعل وتأثيره.
🔸 فمتی تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء ؛ كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء، وقد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره.
🔹 فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول، وكذلك القلب إذا أخذ الرقي والتعاويذ بقبول تام، وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة، أثر في إزالة الداء.
=================
📖 المصدر :
كتاب الداء و الدواء _ابن القيم_ (ص6/ 8)
لا يسمح بتعديل المنشور بارك الله فيكم الا لأخذ فائدة منه و انشروا العلم فالدال على الخير كفاعله ^^
إرسال تعليق
صوره اقتباس صندوق كود